Tuesday, November 5, 2013

"مرسى فاطمة".. انتظار ما لا يجيء

 
 
مرسى فاطمة".. انتظار ما لا يجيء
عبدالله ثابت
 
• "تتماهى سلمى مع هيلين ملس، مطربتها المفضلة، فتشرع النافذة على حدائق من السحر، حين تغني سلمى لا يعود يشغلني شيءٌ غير ألقٍ يشع من عينيها ليملأ روحي بالبهجة، حين تغني يتسرب غناؤها إلى الماء والأشجار وحجارة الطريق".. هكذا كانت تغني سلمى في رواية (مرسى فاطمة) للروائي الإرتيري حجي جابر، الصادرة عن المركز الثقافي العربي في بيروت. ينقل حجي في روايته، المزدحمة بخليط الحيوات الغريبة والمتناقضة والمخيفة والجميلة والتعسة معاً في جزءٍ مرهقٍ من أفريقيا، حكاية شاب إرتيري يغادر قريته الجبلية الصغيرة منتقلاً إلى "أسمرا"، والتي كان يهرب من صدمة ضجيجها إلى "مرسى فاطمة"، منتظراً حبيبته التي لا تأتي.
• لا يكف صاحب سمراويت، روايته الأولى، أبداً عن البحث عن الوطن الضائع والحبيبة المفقودة، ففي "مرسى فاطمة" يرصد حجي التعب الذي يلاحق الإنسان الإرتيري في بيئة ما زالت تعاني من آثار الاحتلال الإيطالي بالأمس، وتعاني من العائدين بالتطرف الديني من إحدى الجامعات الإسلامية، مروراً بالهرب واللجوء والاتجار بالبشر، ومشاهد على امتداد الرواية تجسد صعوبة الحياة وقسوتها. كتب حجي "إذا كنا لاجئين فهذا لا يجعل أرواحنا رخيصة. نهرب من بلادنا فيذيقنا الشفتا صنوف العذاب. نصل المخيم فنجد العصابات في انتظارنا، هل يعقل أن تصل بهم الجرأة لاختطاف النساء من وسط المخيم الذي لا يستطيع أحد منا مغادرته لشدة الحراسة على جوانبه الأربعة؟!"
• حجي جابر، روائي إرتيري، ولد بمدينة "مصوع" الساحلية في عام 1976، عاش جزءاً من حياته في السعودية، بمدينة جدة، عمل في الصحافة السعودية، ثم انتقل إلى دولة قطر، ليعمل في غرفة الأخبار بقناة الجزيرة. أصدر روايته "مرسى فاطمة" مطلع هذا العام، أما روايته الأولى "سمراويت" فهي الحائزة على جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2012
• في الصفحات الأخيرة من "مرسى فاطمة" كتب حجي، بجمال ودقة بالغين؛ "كانت سلمى لا تزال تبتسم. فكرتُ في تمزيق الصورة، في بعثرتها إلى أجزاء متناهية الصغر، بحيث لا يعود ممكناً إعادتها لهيئتها الأولى، تلك الهيئة التي لا تتورع عن نبش الألم داخلي كلما ركن إلى خدر ما. فكرت على الأقل في إخفاء ابتسامتها التي لا تناسب حالي، في طمسها ولو مؤقتاً حتى أتمكن من فهمها في هذا الجو الملبّد بالقتامة".
 

1 comment:

  1. السلام عليكم.
    قرأت رواية سمراويت واعجبتني جدا.. انت انسان مبدع .. ننتظر منك المزيد من الابداع
    لك كل التحية

    ReplyDelete